((التعليم النظري المعرفي))
سلام عليكم جميعا من الشيخة ملاك نور المغربية
اول درس
احبتي الكرام
تجاوبا مع رغبة الكثير جدا من الاحبه الاخوة والاخوات راغبي ومحبي التعلم لعلوم الروحانيات والفلك والاوفاق والحرف والطلاسم سنبدئ علي بركة الله قريبا بالبدئ بوضع اول الدروس وسيكون الدروس كلها خاصة لراغب يالتعلم المبتدئين وبسائر العلوم بلا تحديد فلك ورحانية وغيرها ومن حق الاعضاء التعليق بهذه الغرفة وسيكون هناك غرفة اخري مخصصة للاسئلة قريبا واجوبتها
اما هذه الغرفة فتختص بدروس مبسطة وميسرة للمبتدئين والمتوسطين بالتعلم فقط
اتمني ان تحوز علي رضاكم وتستفيدون منها ويكون بها اساسيات وبدايات اي علم روحاني او فلكي او تنجيمي او وفقي او حرفي او طلسمي وسيكون من خلالها دروس واوارد ذكر ايمانية تعين وتحصن وتزيد الايمان وتحفظ العبد عن الزلل الخ وتكون للتنوير والتعلم لوجه الله تعالي ولانريد منكم غير دعوة خالصة لله وللمحبة الاخوية بيننا
وفقكم الله جميعا لكل خير
محبتكم
محافظة العبد على صفائه وحضوره مع الله تبارك وتعالى
هذا وصفٌ لورّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ أجسامُهم مع الناس وقلوبهم مع الله جلَّ وعلا . هذه مرتبة عالية ، وهذا واحد من أخلاق النبي عليه الصلاة والسلام : (( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ )) [ القلم /4 ] ، فاختلاطه عليه الصلاة والسلام بالنّاسِ والأمورِ الدنيوية واشتغالهُ بالحروبِ والأهلِ والتبليغِ لا يشغله عن الله تعالى .
لكن بالنسبة لغيره عليه الصلاة والسلام كلُّ واحد على حسب طاقته وطبيعته البشرية . فكلّما خفَّف جانب البشرية يقوى الجانب الروحي ، ويكون تعلقه بالله تعالى وصفاؤه وحضوره معه أكثر ؛ وهذا الرزق المعنوي كالرزق المادي ، أعطى الله بعض الناس أكثر من بعض ، قال تعالى : (( وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ )) [ الأنعام /165 ] . هكذا شأنه جل وعلا .
لكن على المؤمن أن لا يكتفي بهذا التقسيم ، لأنه لا يعرف في الحقيقة هل لـه استعداد للترقي أم لا ،
بل عليه أن يجاهد نفسه بأمـر الله : (( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا )) [ العنكبوت /69 ] .
مَن أراد أن يكون من هذا القسم فله علاج ودواء لمرضه الذي هو فيه ، وهو :
أولاً : تهذيبُ النفس ومخالفتُها : (( قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهـَا وَقَـدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)) [ الشمس /9-10 ] .
ثانياً : الاعتقاد الصحيح في حقّ الله جلّ وعلا وفي حق صفاته الجليلة وفيما يتعلق بالحشر والنشر والحساب والعقاب والجنة والنار ، وكلِّ الأمور الغيبية ، أعني : اعتقادَ ((الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ)) [ البقرة /3 ] .
ثالثاً : التمسّكُ بشرع الله جلَّ جلاله ، لا بالقيل والقال بل بحسب الحِلِّ والحُرمة ؛ وذلك بالتمسك بالكتاب المبين واتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وال بيته الطيبين الطاهرين لا الغافلين والمدعين. ويدخل في ذلك أمور كثيرة منها : (( قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ )) [ المؤمنون /1-2 ] ، (( وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ )) [ يونس / 109 ] . . . هـذا كـلُّه يدخل في التمسك بالشريعة .
رابعاً : بقيَ شيء آخر وهو سُلَّم للوصول إلى هذه الفضائل جميعـاً ، وهو ذكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــر الله تعالى .
فمَن دخل الخلوة فلْيُكثرْ من ذكر الاسم المفرد ( الله ) ، ومَن لم يدخل الخلوة فليكثر من ذكر ( لا إله إلا الله ) والصلاةِ على رسول الله عليه الصّلاة وأفضل السلام واله.
موضوعُ هذا المقال واحدٌ من طرقِ الولاية ، وهو مقامٌ عالٍ . وطرقُ الولاية كثيرةٌ ، لكنَّ أفضلّها اتّباعُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في العادات والعبادات ، وعدمُ الميل إلى الكشف والكرامات ، لأنّ هذه الأمور ليست مهمّة ؛ فركعتان بعد الوضوء ـ مثلاً ـ أهَمُّ منها .
مَن وصل إلى هذا المقام عليه أن لا يرى لنفسه مرتبة ولا مقاماً ولا أي شيء ، وعليه إذا أمكن أن يتعلق بشخص يوجِّهه ، لأنه لا يمكن الوصول إلى هذه الفضائل بدون واسطة .
فلو قيل : بعض الأولياء وصلوا إلى ما وصلوا بدون التمسك بالواسطة ، نقول : هؤلاء لم يتمسكوا بالواسطة ظاهراً ولكنهم تمسكوا بالواسطة باطناً ، فهم يستفيدون من أرواح الأولياء المتقدمين ، كما قال الأستاذ بديع الزمان رضي الله عنه : إني استفدت من الإمام الرباني والشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أبي الحسن الشاذلي وغيرهم رضي الله عنهم .
لكن لا يمكن لشخص أن يستفيد من أرواح الأولياء المتقدمين إلا إذا كان من أهل الدّيوان ؛ فإذا كان من أهل هذا المقام فهو يجتمع بهم ويسأل ويُجاب ويصحَّح له .
كان هذا اول درس وان شاء الله لنا لقاء قريب مع البقية .